يُعرف إدمان الإنترنت بشكل عامٍّ بأنّه استخدام الانترنت بشكل إلزاميّ أي عدم القدرة على الابتعاد عنه، كأن يكون الشّخص متعلّقًا بألعاب الفيديو على الانترنت أكثر من اللّازم، أو يتسّوق كلَّ شيء من الانترنت، ولا يتوقّف عن التّحقّق من برامج التّواصل الاجتماعيّ. بدأت مناقشة مفهوم ادمان الانترنت منذ عام 1995، من قِبل الطّبيب النّفسيّ إيفان كاي غولدبيرغ، الذي قارن بين استخدام الانترنت ولعب القِمار المرضيّ، ومنذ ذلك الوقت حظي اضطراب ادمان الانترنت باهتمام كبير وسريع جدًّا من قِبل الأطبّاء لأنّه اضطراب موهنٌ حقًّا.
تأثّر التّقدُّم في دراسة اضطراب ادمان الانترنت سلبًا بسبب عدم وجود معايير محدّدة لهذا المجال؛ لأنّ الباحثين عمومًا يُصنّفون ادمان الانترنت في مجموعة فرعيّة من ادمان التّكنولوجيا بشكل عامٍّ، وينصبُّ هذا الإدمان على ادمان مشاهدة التّلفاز، أو ادمان سماع المذياع، والسّبب الرّئيسيّ لإدمان التّكنولوجيا هو أنّها أصبحت محيطة بالإنسان في جميع مجالات حياته، وفي بعض الأحيان مسيطرة على الكثير من المجالات، ولهذا السّبب يُعدُّ ادمان التّكنولوجيا مُقلقًا، ومن الصّعب علاجه أو التّخلُّص منه، ومن ناحية أخرى لا يُعتبر استخدام الانترنت أو التّكنولوجيا بحدِّ ذاته إدمانًا؛ لأنّ هذه المشكلة لا تبدأ إلّا إذا أصبح استخدام الانترنت يطغى على الأنشطة اليوميّة، ويحلُّ محلَّها.
ادمان الانترنت مثل غيره من الاضطربات النّفسيّة لا يُمكن تحديد سبب له على وجه الدّقّة؛ لأنّ هذه الاضطراب ينتج عن وجود عوامل مساهمة متعددة، وتُشير إحدى الدّراسات أن من يُعانون من ادمان الانترنت لديهم في تركيبة عقلهم مناطق تعاني من التّبعيّة الكيميائيّة، مثل المدمنين على المخدّرات والمحول، وتربط دراسات أخرى اضطراب ادمان الانترنت بتغيير هيكل الدّماغ فعليًّا عن طريق التّأثير على كمّيّة المادّة الرّماديّة والبيضاء في مناطق الدّماغ الأماميّة، وهذه المنطقة من الدّماغ مرتبطة بشكل أساسيّ بتذكّر التّفاصيل، والاهتمام، والتّخطيط، وتحديد أولويّات المهامّ، وحدوث تغيير هيكليّ في المنطقة الأماميّة من الدّماغ يضرُّ بأدائه في هذه المهامِّ، ممّا يجعل الدّماغ يُعطي الأولويّة لأشياء غير مهمّة مثل الانترنت وجعله أولويّة قصوى.
من ناحية أخرى يؤثّر اضطراب ادمان الانترنت بالإضافة إلى اضطرابات التّبعيّة الكيميائيّة الأخرى على مركز المتعة في الدّماغ، ويؤدّي سلوك الإدمان إلى إطلاق الدّوبامين لتعزيز التّجربة الممتعة، ومع مرور الوقت، تزداد الحاجة إلى المزيد والمزيد من النّشاط للحثِّ على نفس الاستجابة الممتعة، ممّا يخلُقُ التّبعيّة، وتلخيص ما ذُكر أنّه إذا وجَدَ الشّخص الألعاب أو التّسوّق على الانترنت ممتعًا، وكان يُعاني من اضطراب ادمان الانترنت فإنّه سينخرط في المزيد والمزيد من الأنشطة على الانترنت حتّى يحصل على المتعة والمشاعر السّارّة دائمًا.
ربّما يكون ادمان الانترنت بسبب آثار التّعزيز المتغيّرة، أي أنّه ربّما كلّما يتصفّح الشّخص الانترنت يجدُ ما يسرُّه مثل سماع خبر ولادة صديقة، أو زواج أحدهم أو نجاح أحدهم، وهذا التّصفّح المتكرّر يزيد من شعور المفاجأة، وينطبق هذا الشّعور على جميع أنشطة الانترنت غير وسائل التّواصل الاجتماعيّ، مثل الألعاب، أو المقامرة، أو التّسوّق، وفي الواقع هذه المفاجآت لا تنتهي، ممّا يؤدّي في النّهاية غلى ادمان الانترنت بشكل دائم. قد يرتبط ادمان الانترنت بالقلق والاكتئاب، وفي كثير من الأحيان يلجأ من يُعاني من مشاكل نفسيّة إلى الانترنت لتخفيف عزلته أو ملله، أو قد يلجأ إلى الانترنت الأشخاص الخجلون من تكوين صداقات واقعيّة، وهؤلاء أكثر عرضة للإصابة باضطراب ادمان الانترنت لملء فراغهم، والحصول على مكافأة عاطفيّة في نفس الوقت.
يؤدّي اضطراب ادمان الانترنت إلى مشاكل جسديّة وعاطفيّة، وقد تشمل الأعراض العاطفيّة لاضطراب ادمان الانترنت ما يلي:
تشمل الأعراض الجسديّة لاضطراب ادمان الانترنت ما يلي:
برغم أنّ مشكلة ادمان الانترنت اكتسبت اهتمامًا هائلًا في الفترة الأخيرة، وتمّ إضافتها إلى الدّليل التّشخيصيّ والإحصائيّ للاضطرابات العقليّة كاضطراب يحتاج إلى مزيد من البحث، ولم يتمَّ تحديد تشخيص لاضطراب ادمان الانترنت، ولكن تمّ اقتراح أكثر التّقييمات الأكثر قبولًا قدّمها الطّبيب النّفسيّ كايث بيرد في عام 2005، وهي معايير تشخيصيّة لتحديد اضطراب ادمان الانترنت عند عموم المستخدمين، وهي:
بالإضافة إلى ذلك اقترح الطّبيب بيرد أنّ واحدًا ممّا يلي على الأقلّ يجب أن يكون موجودًا أيضًا لتشخيص اضطراب ادمان الانترنت وهي:
تشمل أدوات التّقييم الأكثر شيوعًا المستخدمة في تشخيص اضطراب ادمان الانترنت ما يلي:
الخطوة الأولى في العلاج هي الاعتراف بوجود مشكلة، وإذا لم يعترف الشّخص بوجود مشكلة، فمن الصّعب حصوله على علاج، وأحد أكثر المشاكل في التّعامل مع الانترنت أنّه لا توجد محاسبة ولا يوجد حدود كافية على وقت استخدمه، أو كيفيّة استخدامه، وقد أظهرت الدّراسات أنّه يُمكن حلُّ مشكلة ادمان الانترنت ببساطة، وقد بيّنت الدّراسات أنّ السّلوك التّصحيحيّ الذّاتيّ يمكن أن يكون ناجحًا، وهو الحصول على برنامج يتحكّم في استخدام الانترنت وأنواع المواقع التي يمكن زيارتها، ويوافق معظم المعالجين على أنّ الامتناع الكامل عن استخدام الكمبيوتر ليس وسيلة فعّالة لتصحيح هذا الاضطراب.
أظهرت دراسات أخرى أنّ بعض الأدوية فعّالة في علاج ادمان الانترنت لأنّه من المحتمل أن يُعاني أصحاب هذا الاضطراب من مشاكل نفسيّة كامنة مثل القلق والاكتئاب، ومعالجتها تكون فعّالة في علاج ادمان الانترنت، وتشمل بعض العلاجات النّفسيّة الأكثر شيوعًا لاضطراب ادمان الانترنت ما يلي:
في العديد من حالات ادمان الانترنت تمّ استخدام علاجات متعدّدة الوسائط لعلاج الاضطراب، وفي طريقة العلاج هذه يتمّ وصف الأدويّة والعلاج النّفسيّ لعلاج ادمان الانترنت.
هل الربح من الانترنت حقيقي ؟لا يمكن لأحد هذه الأيام أن يشكك في حقيقة الربح…
أول عائق يواجه أي شخص يريد تعلم البرمجة هو عدم وضوح الطريق. فتجده تائها بين…
هناك العديد من المواقع و التطبيقات التي تقدم خدمة تحميل مقاطع تويتر ولكن أغلب هذه…
أول شيء يجب أن يفكر به أي شخص يريد إنشاء موقع إلكتروني مهما كان نوعه…
غالبا أول مشكلة تواجه من يفكر في إنشاء موقع جديد هي تكاليف الإستضافات والتي تعتبر…
هناك خطأ فادح يرتكبه أغلب أصحاب المدونات الجديدة وهو الإنغماس في كتابة المواضيع والمقالات دون…